عندما تخلوا بها أو تخلوا بك في هذا الصيف وخصوصاً في شهر آب اللاهاب تأكد أن الشيطان سيكون ثالثكم في خلوة غير شرعية، و سيبدأ بوسوسته وإغراءاته لك حتى يقنعك والعياذ بالله بإستباحة حرمتها وحرمة من أرسلها إليك حتى لو كان ينتظرها بالخارج مستنداً على سور بيتك تشاهده في دخولك وخروجك ينظر إليك نظرة الغير مبالي مشغولا بتدوين ما تستهلكه أنت وعائلتك من (كيلو واطات) بالشهر.
ففاتورة وعداد الكهرباء أصبحوا هذه الأيام مدخل لوسوسة الشيطان الذي يمتاز (لعنه الله) بتقديره لعقلية من يريد أن يوسوس له فالشخص العقلاني يتعامل معه بعقلانية فيطرح عليه فكرة أن ولي الأمر في (رؤية ٢٠٣٠) لم يطلب من الشركة أن ترفع سعر التعرفة ولكن كل الذي طلبه منها أن تقلص خسائرها لتتحول من شركة خاسرة إلى شركة رابحة أو على الأقل شركة كافية (خيرها شرها) لا ضرر ولا ضرار لا ربح ولا خسائر، وسيقنعك أن ضعفهم الإداري والتقني هو ماجعلهم يستبيحوا جيبك لإيجاد ربحية سريعة استطاعوا أن يقنعوا بها ولاة الأمر بأن هذا هو الحل الوحيد الذي لا يوجد حلٌ غيره. سيتدرج معك الشيطان بوسوسته وينقلك لمستوى أعلى من التفكير العقلاني النقدي وسيحاول أن يقنعك أنهم لم يبذلوا جهداً في تقليص الهدر المالي لديهم بسبب سوء إدارتهم مستشهداً لك بما تملكه الشركة من مركبات ذات ثمانية (سلندرات) تجول الشوارع أو تقف أمام منازل لمنسوبي الشركة تم بنائها بقروض ميسرة قدمتها لهم الشركة التي لم تكلف على نفسها البحث عن طريقة لترشيد نفقاتها بعيداً عن جيبك.
سيجتهد إبليس اللعين في إيجاد ألف طريقة وطريقة لإقناعك إذا كنت شخص عقلاني أما إذا كنت شخص عاطفي فالموضوع بالنسبة له أسهل بكثير، فسيغير استراتيجية الإقناع و يبدأ معك بأن هذه شركة وطنية وأن هناك دول أقل حرارةً ونفطاً ودخلاً منا وينعم أفرادها بتسعيرة متدنية مقارنة بتسعيرة شركتنا الوطنية للكهرباء.
سيستمر إبليس بوسوسته وسيتفززك بصوته ويجلب عليك بخيله ورجله حتى يقنعك بالبحث عن حل سحري لهذا العداد الإلكتروني اللئيم الذي يقرأ من الكيلو واط بتسارع عجيب يجعل الفجوة تتسع بين مدخولاتك ومصروفاتك الشهرية.
إذا انتقلنا للجانب الآخر من المعادلة والذي تمثله شركة الكهرباء نجد أنها على النقيض فهي تذكر موظفيها كل صباح بأن يبدأوا صباحهم بالقول (أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة) ، فهي خبيرة بوسوسة الشيطان و مكائده فتتحصن بالأدعية المأثورة لأنها تعرف إن حصن الاحتكار الذي يحميها وتستمد منه قوتها سيأتي يوم ويدكه منجنيق الخصخصة وقذائف المنافسة الشريفة كما دكوا من قبله حصون (الهاتف السعودي) الذي بفضل الاحتكار استطاع في الزمن الماضي أن يبيع شريحة الجوال بعشرة آلاف ريال بينما يتم توزيعها الآن مجانا.
إلى أن يتم دك حصون الاحتكار سيستمر الشيطان بوسوسة لنا و تستمر شركة الكهرباء بترديد أدعية التحصين.