تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ عبدالمحسن بن محمد القاسم، في خطبة الجمعة اليوم عن فضل التسبيح, موصيًا فضيلته المسلمين بتقوى الله عز وجل .
وقال: الله متصف بالكمال في ذاته وأسمائه وصفاته متنزه عن العيوب والنقائص وما لايليق بجلاله وكماله فأثبت لنفسة الأسماء الحسنى والصفاة العلى وقرن ذلك بالتسبيح قال تعالى (لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى? ? يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) ومن أسمائه الحسنى السبوح أي المنزه عن كل سوء، وسبحان الله كلمة يعظم به الرب وتعني أنه منزه من كل عيب من الصاحبة والوالد والولد وغير ذلك ومن كل نقص من العجز والنوم والموت وغيرها وكل ما ينافي أسماءه وصفاته فهو مسبح عنه, والله سبح نفسه في مواطن تعظيمه وإجلاله وتنزيهه ونفى ما نسبه إليه المشركون من الشركاء واتخاذ الولد .
وذكر “القاسم” أن تسبيح الله مع إثبات المحامد له أفضل الكلام وهو ما اصطفاه الله للمقربين إليه, أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ سُئِلَ أَيُّ الكَلَامِ أَفْضَلُ, قالَ: ما اصْطَفَى اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ، أَوْ لِعِبَادِهِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ.
وأضاف: حملة العرش لا ينقطعون عن التسبيح قال تعالى (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ), والملائكة مع ما وكل إليهم دائبون على التسبيح من غير انقطاع ولا تعب (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ), والسماوات والأرض ومن فيهن كلها تسبح لله مقرة بكماله خاضعة لسلطانه .
وقال “القاسم”: علم الأنبياء منزلة التسبيح عند الله فشفع موسى عليه السلام لأخيه هارون عند الله أن يكون نبيًا لإقامة عبادة التسبيح ،( وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي أشْدُدْ بِهِأَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا), مبينًا فضيلته أن الله أمر نبيِّنا صلى الله عليه وسلم أن يسبحه أول النهار وآخره , قال تعالى ? وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا .