محمود 

أكد الرئيس التنفيذي لشركة التعدين العربية السعودية “معادن” المهندس خالد بن صالح المديفر أن قطاع التعدين في المملكة أخذ مساره كرافد من روافد التنمية في زمن قياسي.

وقال في كلمة له، في منتدى التعدين والمعادن السعودية الذي أنطلق اليوم في الرياض، إن معطيات النجاح تحققت لهذا القطاع الواعد بفضل من الله عز وجل، ثم بفضل تطبيق منظومة استثمارية أسست الحكومة لنجاحها من خلال توفير بنية أساسية وطنية عصرية تم تصميمها لدعم قطاع التعدين، ما أدى إلى تحقيق الاستثمارات الحكومية والخاصة المحلية منها والدولية لأهداف تجارية واقتصادية وتنموية، وستفتح المجال – بإذن الله – لمزيد من الاستثمارات والصناعات المستقبلية.

وبين المديفر، أمام حضور المنتدى أن شركة معادن، آخذةً بدورها الرئيس في النهوض في قطاع التعدين منذ طرحها للاكتتاب كشركة مساهمة عامة في العام ٢٠٠٨ م وهي تواصل نجاحها في تنمية نشاطاتها التعدينية الصناعية لتكون الركيزة الثالثة للصناعات السعودية.

ومضى المديفر، قائلا “ـخلال السنوات السبع الماضية، تم تطوير الصناعات الأساسية التعدينية لمعادن لتشمل الفوسفات والألمنيوم والذهب والنحاس، كما تضاعفت إيرادات معادن السنوية 46 ضعفاً لتقارب الأحد عشر مليار ريال . وتعززت أصولها في المنشآت الصناعية المتطور والمنتشرة حول المملكة 15 ضعفاً لتصل إلى أكثر من 90 مليار ريال”.

وأضاف، “يبقى النجاح المُتميز لمعادن في انــتــشار أعمالها في المناطق الأقل تنمية في المملكة، حيث تساهم في تنميتها اقتصادياً واجتماعياً، وبصناعاتنا التعدينية الأساسية، نساهم أيضا بتنمية اقتصادية تفتح المجال لقيام الصناعات التحويلية الوطنية، وبمنشئاتنا التعدينية المتكاملة ، نساهم كذلك في التحول بالصناعات التعدينية الوطنية، إلى التنافسية العالمية، وبمنتجاتنا ذات الجودة العالية، نساهم بفتح أسواق واعدة، ورضاء عملائنا حول العالم”.

ولفت المديفر في هذا الشأن، إلى أن “معادن” استثمرت وشركائها في قطاع التعدين السعودي ما يقارب الـ١٠٠ مليار ريال في الاستكشاف والتدريب، والمنشآت، مع عملها على استكمال مسيرتها لتحقيق أهداف أخرى تضمن التميز في التشغيل، والفعالية في الاستكشاف، وعالمية التسويق، وصناعة قدرات إدارية وفنية تعمل على تحقيق رؤيتنا في أن نكون شركة تعدين على مستوى عالمي.

وحول مواقع أعمال الشركة، أوضح المهندس المديفر، أن أعمال “معادن” تنتشر على مساحات شاسعة في المملكة…. بدءً من الدرع العربي في الغرب ….. مروراً باحتياطات البوكسايت والفوسفات في المناطق الوسطى والشمالية….. ووصولا إلى مدينة رأس الخير الصناعية …. في المنطقة الشرقية.

وروى المديفر قــصتي نجاح لمعادن وقطاع التعدين السعودي عنوانهما الرئيس، مدينة رأس الخير الصناعية … ومدينة وعد الشمال للصناعات التعدينية.

وبحسب الرئيس التنفيذي لمعادن، فإن مدينة رأس الخير الصناعية هي مدينة صناعية جديدة تقع على بعد 80 كيلومترا شمالي مدينة الجبيل متعددة الصناعات بنتها معادن بالعمل مع شركاء النجاح من الوزارات والأجهزة الحكومية والشركات ويبلغ مجموع الاستثمارات المشتركة الحالية فيها ما يقرب من 130 مليار ريال.

وــبَعد ربطها بسكة حديد بطول ألف وخمسمائة كيلومتر مع مناجم الفوسفات في شمال المملكة والبوكسايت في وسطها…. تقوم معادن اليوم بتصنيع الألمنيوم والفوسفات ، وتصديره للعالم من خلال أول ميناء متخصص للمنتجات التعدينية في المملكة، مستفيدة بذلك من تنافسية الموقع الجغرافي للمملكة….والقرب من الأسواق الرئيسية في آسيا وأوروبا وإفريقيا. كما استفادت من توأمة البنى الأساسية بين الصناعتين المختلفتين كقيمة مضافة، تحسب لرؤية مستشرفي صناعة التعدين في المملكة.

وتحتضن رأس الخير الصناعية مجمع معادن للفوسفات، والذي تم تطويره باستثمارات بلغت 21 مليار ريال بالشراكة مع شركة ســابك بهدف الاستثمار الأمثل لثروات المملكة من خام الفوسفات المقدرة وفق هيئة المساحة الجيولوجية السعودية بـ 7% من المخزون العالمي، كما يوجد فيها مجمع معادن للألمنيوم وهو أكبر مجمع متكامل لصناعة الألمنيوم في العالم، تأسس بالشراكة مع شركة ألكوا – أكبر منتجي الألمنيوم في العالم باستثمارات بلغت ٤١ مليار ريال، لتحقق هدفنا الوطني بصناعة ألمنيوم متكاملة _ من المنجم إلى المنتج النهائي _ ويشمل المجمع مصفاة البوكسايت والمصهر ومصنع إعادة تدوير الألمنيوم.

ومن خلال أحدث مصانع الدرفلة في العالم وأكثرها تطوراً، ننتج ألواح الألمنيوم المستخدمة في صناعة هياكل السيارات وأجزائها، وعلب الأغذية والمشروبات، وألمنيوم التغليف ومواد البناء.

وعبر المهندس المديفر عن فخره وزملائه في معادن، وشركاء الشركة، بما تم انجازه في مدينة رأس الخير الصناعية، فهي وبعد أن أوجدت أكثر من 25 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، ها هي تساهم سنوياً بما يصل إلى ٣٥ مليار ريال في اجمالي الناتج المحلي.

وسرد المديفر قصة النجاح الثانية والمتمثلة في مدينة وعد الشمال التي وصفها بأنها مدعاةً لطموح أكبر كونها مختلفة نوعاً عن رأس الخير .. كأكبر مدينة صناعية – غير ساحلية – في أقصى شمال المملكة، موضحا أن الصناعات الفوسفاتية ستكون الركيزة الأساسية لهذه المدينة الواعدة، حيث ستضم المدينة مجمعات معادن وعد الشمال للفوسفات، والتي تقام بالشراكة مع شركة سابك، وأكبر منتجي الفوسفات في العالم: موزاييك الأمريكية … باستثمارات تصل إلى 30 مليار ريال، تضم 7 مصانع عالمية بكافة مرافقها لتصبح أحد أكبر المجمعات الصناعية المتكاملة للفوسفات في العالم.

ووقف المديفر على رؤية “معادن” لـ “التنمية المستدامة”، موضحا أن استراتيجية الشركة للتنمية المحلية والمطبقة في وعد الشمال تم استنساخها من تجارب عالمية ومحلية رائدة لتطوير منظومة اجتماعية – اقتصادية مستدامة، فبعد اجراء المسوحات التحليلة لقدرات المنطقة واحتياجاتها…. عملنا وبإشراف وزارة البترول والثروة المعدنية على رسم الخطط التطويرية الاقتصادية لتنفيذ المشروع …. بدءً من متطلبات التنمية البشرية… أهم ركائز التنمية المستدامة الناجحة.

فكانت أولى الخطوات، تأسيس المعهد السعودي التقني للتعدين، في مدينة عرعر في منطقة الحدود الشمالية، كشراكة استراتيجية مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني……. وهو الأول من نوعه في المملكة…… لدعم صناعة التعدين الواعدة بالكفاءات الوطنية المؤهلة …… بطاقة استيعابية تكفي لخمسمائة طالب.

تلا ذلك التكفل، وبالتعاون مع الهيئة الملكية للجبيل وينبع، بتطوير ما يقارب من 500 خريج من الثانوية العامة عبر برامج في اللغة الانجليزية والسلامة الصناعية ضمن فصول المعاهد الصناعية المتخصصة للهيئة. الأمر الذي يمنحهم فرصاً تنافسيةً مع أقرانهم من أبناء المملكة، للالتحاق بالمعاهد والكليات والجامعات السعودية، أو الحصول على فرص أفضل في سوق العمل.

كما دشنت معادن وبالتعاون مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني مبادرة تدريب حرفية لـ 500 متدرب من أبناء الشمال لتهيئتهم للعمل مع مقاولي مشاريع وعد الشمال.

وأشار المديفر إلى أن معادن استقطبت عشرات المهندسين حديثي التخرج من أبناء الشمال، للانضمام إلى أقرانهم من أبناء المملكة، في برنامجها الخاص بتطوير كفاءة حديثي التخرج من الجامعات السعودية.

كما أنه ومساهمة من الشركة في تطوير التعليم الأساسي في الشمال، تعمل معادن على تطوير وتشغيل مدرستين ثانويتين نموذجيتين في منطقة الحدود الشمالية، لتطوير مخرجات التعليم الأساسي وتأهيل أبناء المنطقة لمراحل متقدمة أخرى من التعليم الجامعي والمتخصص تتناسب مع التقنيات المتقدمة التي ستضمها مشاريع مدينة وعد الشمال.

أما فيما يخص التنمية الاقتصادية في تلك المنطقة، أكد المديفر على أن “معادن” عملت معادن دعم المؤسسات التجارية المتوسطة والصغيرة، مع معرفتها المسبقة بالتحديات التي تتمثل في أن أكثر المؤسسات التجارية المسجلة في المناطق المحيطة بمشروع وعد الشمال صغيرة الحجم وتواجه صعوبة في التواصل والتعامل مع المقاولين الكبار في المشروع، لذا أطلقت معادن موقعاً إلكترونياً لتسجيل المقاولين المحليين وتعريفهم بفرص تقديم خدماتهم للمقاولين الرئيسيين …. الذين في المقابل، التزموا في عقودهم مع معادن بصرف ما لا يقل عن ١٠٪ من قيمتها على المشتريات المحلية في المنطقة الشمالية.

ودشنت معادن مركزاً للاستثمار والتنمية المحلية بهدف التعريف بالوظائف التي يحتاجها المقاولين، واستقطاب المرشحين إليها . حيث تلزم معادن مقاوليها تعاقدياً بتوظيف ما لا يقل عن١٢٪ من العاملين بالمشروع من أبناء المنطقة.

ولتوطين صناعاته في المملكة، تعمل معادن وشركائها على إنشاء مركز أبحاث متخصص في صناعة الفوسفات بالتعاون مع مراكز الأبحاث وكبرى الجامعات المحلية والدولية.

ورحب المديفر، بجميع الشركات الحاضرة في المنتدى ، الراغبة في المساهمة بتطوير منظومة قطاع التعدين في المملكة، مشجعا أياها على الاستفادة من الفرص العديدة في القطاع، كما ذكرها أن تأخذ بعين الاعتبار المساهمة المرجوة من استثماراتها في تطوير المحتوى المحلي والمساهمة في النشاطات الاقتصادية المحلية، داعيا الحضور للاستماع للجلسات الفنية لمعادن في المؤتمر زيارة معرض الشركة في المنتدى.

[RIGHT][/RIGHT]

[RIGHT][/RIGHT]