[SIZE=5]
[B][COLOR=#040404]الحمد الله والصلاة والسلام على آفضل الأنبياء والمرسلين نبينا محمد إبن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
شهر بعد شهر ونحن ننتظر شهر الخير شهر البركة شهر الصيام شهرٌ تصح فيه الأبدان ويزيد فيه الإيمان هو شهر الذكر والبر والاحسان, والشهر الفضيل في الاسلام حكمه واجب وهو الركن الرابع من أركان الإسلام لقول الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون), وهو واجب على كل مسلم عاقل قادر ذكراً وأنثى وللصيام شروط وسنن الكل يعرفها عن تهيئة النفس والبيت والمسجد في إستقبال شهر رمضان المبارك, ونسأل الله أن يبلغنا ويبلغ جميع المسلمين صيامه وقيامه .
أما التهيئة النفسية ويقصد بها إخلاص العمل لله عز وجل بهذه النية الصادقة وهناك نيات كثيرة منها نية ختم القران الكريم ونية كسب الحسنات ومحو السيئات وتضاعف الأجر والثواب ونية إعداد برامج مليئة بالعبادات والجد بالإلتزام بها, واشراك أهل البيت في العمل على جمع أكبر قدر من الحسنات وتقديم الصدقات وتعليم الأبناء على حب التصدق وعمل الخير والأبتعاد عن الإسراف بالمأكل والمشرب والتمسك بكتاب الله عزو جل والأكثار من قراءة القران والأعتكاف في المساجد وتعويد الأبناء على ذلك لأبعادهم عن المغريات والمفاسد التي لا تجلب الخير .
اذكر لكم قصة عن أحد الأصدقاء وهو من دولة عربية مجاورة يسألني لماذا في رمضان بعد صلاة التراويح لا يعتكف المصلين في المسجد ويحرصون على قراءة القران قلت له كيف عرفت ذلك قال لى إنني منذ ثلاثة عشر سنة وأنا انعم بهذا البلد بالخيرات والعلوم النافعة وعندنا في بلدنا المسلمون في رمضان يعتكفون فترات طويلة في المسجد ومنهم كبار السن ومنهم الشباب الرجال والنساء وهو ينظر لى وينتظر الرد وقال رغم أن هذا البلد هو بلد الحرمين وينعم بالأمن والأمان فقلت له كيف حكمه على ذلك قال لى إنني أزور مساجد كثيرة واصلي واعتكف بها خلال شهر رمضان ويكون هناك داخل المسجد من المعتكفين العدد القليل من اهل البلد جميع الموجودين من غير اهل البلد فقلت له والحمد لله بلدنا بلد النعم وبلد الحرمين والفضل لله سبحانه وتعالى ثم لحكومتنا الرشيدة والتي لم تألو جهد في خدمة الدين والوطن حيث قامت على بناء المساجد في جميع الأحياء السكنية وشارك اهل الخير ايضاً في بناء مساجد وقد لا يخلو حى من هذه المساجد وأهل البلد هم ممن يرتادون المساجد في كل الأوقات وفي الشهر الفضيل العدد الكبير منهم يذهب الى منزله القريب من المسجد بعد صلاة الترويح ويقوم بقراءة القرآن دخل بيته وذلك لأفساح المجال الى بعض المصلين لأخذ راحتهم بالتعبد هذا رأيي أنا , ولكن عندما نزور بعض الدول المجاوره لنا نجد البعد المكاني للمسجد يجعل كبار السن من الأهل يذهب الى المسجد من صلاة الفجر ويمكث في المسجد فترات طويله لصعوبة العوده الى منزله ومن القصص الأخرى, بأن بعض من الشباب قاموا بإعداد وليمة إفطار في شهر رمضان ومن ضمن المدعوين مقيم من الديانه المسيحية وعند حضور الوليمة وبعد الأفطار ينشغل البعض في متابعة المسلسلات والبعض الأخر انشغل في لعب البلوت وهكذا, وهذا المقيم متفرج وهو لديه المام في الأمور الدينية وسبق وان تصفح عدد من الكتب والتي بها الشئ الكثير عن المناشط الخيرية في رمضان ومنها كثرة التعبد وعمل الخير وهو بجعبته كثير من الأسئلة يراد منها اجابة مع العلم بأنه من المعجبين بالأسلام لكن علينا نحن كمسلمين أن نظهر الوجه الحقيقي للإسلام من خلال حسن تعاملنا والتمسك بالكتاب والسنة وعدم التركيز على مغريات هذا العصر والمقيم كما أسلفنا يريد أن يرى المسلمين بعد وجبة الأفطار يهمون لصلاة ويعودون الى المنزل ويقوم بمتابعة الخطب الدينية وقراءة القران والأكثار من ذكر الأحاديث النبوية والسنن وذكر قصص المواقف المشرفة للصحابة لعل هذا المقيم يختم على قلبه الإيمان ويشهد أن لا إله الا الله وأن محمدا رسول الله ويكتب لجميع من ساهم الأجر والثواب.
من إبناء محافظة طريف
حابس سليمان الرويلي[/COLOR][/B]
[/SIZE]