لا غرابة أن يشعر المرء بدفء وطنه وهو يتنقل بين ربوعه في أمن وأمان، لاسيما إن كان وطنا مترامي الأطراف كالمملكة العربية السعودية، حيث لا وحشة للمكان أو الإنسان، بل الطمأنينة في كل المساحة الشاسعة، التي يتقاسمها الأمن والاستقرار والتنمية.. رغما عن تحديات الطبيعة. مظاهر وصور أخرى يمكن أن ترسم في وجدانك الإحساس بالوطن، كرؤية حراس الحدود وهم على الثغور، التي تبعث الاطمئنان وتذكي مشاعر الفخر والاعتزاز بالوطن في كل الظروف.
ها أنا أحط الرحال في مدينة عرعر حاضرة منطقة الحدود الشمالية، لأرصد من جديد، مآثر المرابطين على حدودنا، بعد أن فرغت للتو من نشر سلسلة حلقات ليوميات المواطنين ومنسوبي قواتنا المسلحة في القرى والمناطق الحدودية التابعة لمنطقة جازان، الذين ما زالوا يسطرون أروع ملاحم التضحية عن الدين والوطن كحالهم اليوم في حدودنا الشمالية، التي لا تزال تنعم بفضل من الله بالأمن والاستقرار، رغم الاضطرابات التي عاشتها وتعيشها كثير من دول الأقليم.
2 pings