مع كثرة التصريحات المتناقضة من بعض الساسة في العالم العربي وكثرة النقاشات في المجالس العربية وحتى الإستراحات وتطرف بعض الموالين لبعض الساسة ونقيضهم اسأل دائماً بيني وبين نفسي "تعرف ايه عن المنطق" وهي الكلمة الشهيرة التي قالتها الفنانة سهير البابلي في مسرحية مدرسة المشاغبين حينما لم يتمكن الفنان سعيد صالح من الإجابة وقال "أعرف انه كويس" وهي الكلمة التي نحتاجها في عصرنا هذا ولكل الاجيال في مدارسنا وجامعاتنا .
تعرف ايه عن المنطق ؟
المنطق هو لغة الحوار وهو القاعدة الصلبة التي يقوم بها اي حوار بين طرفين .. فلا نحن درسنا المنطق ولا قام حوارنا على ارض صلبة بل اصبح كالحراثة في الماء ، في حين اغلب جامعات العالم تدرس مواد في المنطق system of reasoning او Logic; logician .. وهو كما عرفه العلماء الغربيين هو العلم الذي يُدرس القواعد والقوانين العامة للتفكير الإنساني الصحيح وهو ايضاً الآلة القانونيّة التي تعصم مراعاتها الذهن عن الخطأ .
ويعتبر الفيلسوف المعروف أرسطو أول من كتب عن المنطق بوصفه علماً قائماً بذاته، وسميت مجموعة بحوثه المنطقية اورغانون .
اذاً فالمنطق يا اخوان هو المادة الأساسية التي لا تدرس في مدارسنا فلذلك تتخرج الأجيال لا تعرف شيئاً عن المنطق او الأساس لأي نقاش او قضية رأي عام حيث اصبحت نقاشاتنا كلها نقاشات بيزنطية غير قائمة على استدراك للواقع ونقاط التقاء لبديهيات من المفترض ان نكون متفقين عليها مسبقاً قبل ان نطرح اي قضية .
كما اصبح حتى المفكرون غير قادرين على تحليل الواقع ودراسة السياسة وغيرها من النقاشات بسبب عدم وجود ارضية صلبة للنقاش وهي "علم المنطق" .
على سبيل المثال لتقريب الصورة اكثر :
الساسة الغربيين كما نراهم حتى في الحروب يهتمون بالمنطق ويتذرعون به قبل اي حرب يقومون بها لإقناع الرأي العام لديهم بأسباب منطقية من وجهة نظرهم ووجهة نظر شعوبهم كما هو حاصل من تبرير غزو الاراضي السورية والعراقية لحرب داعش واظهارها بأنها ستهيمن على العالم وتصل اليهم بالذبح .
وقبلها تبريراتهم دخول العراق لوجود اسلحة الدمار الشامل التي يهدد بها صدام الغرب وهكذا وكلها اسباب منطقية بالنسبة لهم وكافية لإقناع الشعوب لديهم منطقياً لدخول الحرب .
في نهاية مقالي هذا اتساءل دائماً في اي نقاش "تعرف ايه عن المنطق" واتمنى ان يهتم التعليم العام والعالي بهذه النقطة حتى نلتقي في نقاشاتنا دائماً وبالتالي سنلتقي مع امور الوطن السياسية ...
منصور جابي المتعب الرويلي