العفن هو فطريات تتكون على أسطح المواد بطبقة من الجراثيم وتتسلل إلى صلب المادة جاعلة منها مادة فاسدة ومُفسدة لا يمكن إصلاحها مهما حاولت ﻷنها أصبحت جزءاً متداخلاً من تركيبة العفن والمتعفن ، ومهما حاولت معالجته فلن تفلح حتى وإن قمت بتقشير الطبقة الخارجية فأصل العفن يتشعب وينغرس في الداخل وإن لم يظهر لك بداية ، لأنه يحتاج فقط للرجوع لبيئته السابقة أو مسببات التعفن ليتحفز ويظهر بقوة من جديد .
إذاً لا علاج له وقد أعيَ من حاول علاجه من اﻷطباء والحكماء وغيرهم ، وقد أثبتت كثير من التجارب في الماضي والحاضر أن إنحراف وتعفن الفكر إذا كان مبنيٌّ على معتقد له قنوات مغذية ولو بشكل ضعيف لا يمكن معه تصحيح هذا اﻹنحراف والعفن الفكري مهما بذلت من أسباب ﻷنه مدمر وخبيث ويتشكل بأشكال كثيرة ، هو قد يخبو وقد لا ترى له وهجا أو لا تشعر بحرارته بعد معالجة المصاب به ويبدو لك ظاهريا أنه قد عوفي منه ، ولكن مع مرور الزمن وعند التقائه ببعض المحفزات سواء كانت هذه المحفزات على شكل أشخاصٍ أو وسائل إعلام بشتى انواعها فسوف يعاود للظهور مجددا أكثر من ذي قبل قوةً وتمويهاً . أنا لا أدعو إلى اليأس من علاجه فالهادي هو الله سبحانه وما على الله عسير جلّ في علاه ، ولكنني أحذّر ثم أحذّر من الوثوق بمن تلوث فكره بالخوارج ( الدواعش ) وغيرهم من الفرق الضالّة بنفسها والمظلةُ لغيرها سواء كان مُنْظمًّا لهم أو مؤيداً أو متعاطفاً فجميعهم بالضلالة والضبابة سواء وذلك لوجود أصل العفن بفكرهم مهما خبى أو اختفى ظاهريا أو اختلفت نسبة وجوده من شخص ﻵخر ، فلنحذَر و لنحذّر منهم ولا تأخذنا فيهم في الله لومة لائم، فلقد حذّرَنا منهم رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وهو الذي لا ينطق عن الهوى فلنتعامل معهم من منطلق هذا التحذير النبوّي الشريف، فلا تساهل معهم ﻷنهم لا آمان لهم لا آمان لهم لا آمان لهم ...
كتبه
دوجان الراوي
8 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓